شارك مدير المركز الوطني للدراسات السكانية والديموغرافية في جامعة بغداد المدرس الدكتور نصر شامل سلمان في حفل إطلاق الوثيقة الوطنية للسياسة السكانية في العراق في يوم الأربعاء الموافق 17/5/2023
وجاء هذا الحفل برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وبإشراف وزارة التخطيط وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة ويأتي هذا الحفل بالتزامن مع الاجتماع ألتنسيقي بين دول أعضاء المجلس العربي للسكان والتنمية في جامعة الدول العربية في بغداد للمدة 17-18 من أيار الجاري 2023.
وقال رئيس الوزراء في كلمة خلال الاجتماع التنسيقي للمجلس العربي للسكان والتنمية إن الوثيقة تمثل التوجهات العامة للدولة والمبادئ التي أطَّرت محاورها الرئيسة.
وبيّن أنه جرت مراجعة الوثيقة الوطنية الأولى للسياسات السكانية لعام 2013 وبناء وثيقة جديدة تعالج التحديات الحالية، بسبب التحولات الاجتماعية والديموغرافية والصحية الكبيرة التي حصلت خلال عقد من الزمن.
كما أشار السوداني إلى أن التعامل مع الوثيقة الجديدة يجري على وفق منطلقات المنهاج الحكومي الذي رسم توجهات واضحة في ربط الظاهرة الديموغرافية بخطط التنمية المستدامة.
وذكر ايضا أن المجلس الوزاري للتنمية البشرية أوصى بتبنِّي وإقرار الوثيقة الجديدة، التي أُعدت بما يتفق وثوابت مجتمعنا العراقي وطبيعة تركيبته السكانية
ووفقا لرئيس مجلس الوزراء، فإن الوثيقة أعدّها مختصون وأكاديميون تحت الإشراف المباشر للّجنة الوطنية للسياسات السكانية بالتعاون والمشورة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، لعكس المبادئ والتوصيات الدولية في مجال السكان والتنمية المستدامة.
ونوه إلى أن برنامج الحكومة يؤكد على توفير بيئة تعزز أدوار الفئات السكانية المختلفة، في توزيعها العمري وما يتطلب من تأمين حياة صحية وتعليم نوعي، ومراعاة تكافؤ الفرص وتقليل الفجوة في النوع الاجتماعي، والالتزام ببرامج رعاية اجتماعية لفئة كبار العمر والفئات الهشة من السكان.
واعتبر السوداني، أن السياسات السكانية لا يُقصد منها تبنَي إجراءات مباشرة لتقليل معدلات الإنجاب والحدّ من الزيادة السكانية كما يُفهم من ذلك خطأً.
ومضى بالقول إن المجتمع العراقي يتمتع بالهبة الديموغرافية التي توفر فرصة حقيقية لإحداث تحسن كبير في مفاصل التنمية المستدامة، موضحا أن مرحلة الهبة الديموغرافية تعكس نسبة السكان في الفئة العمرية 15-64 سنة لتصل إلى ثلثي حجم السكان، وبذلك تخفف الى حدٍ كبير من أعباء العمالة الاقتصادية وتزداد فرص تحسن الإنتاج.
مشيرا الى تبنّي سياسات تنموية جادة، تقوم على خطط اقتصادية وتعليمية وتأهيلية، لاستيعاب طاقات الشباب الذين سيشكلون النسبة الأعلى في التركيبة السكانية لأول مرة في تأريخ العراق، كي لا تتحول الهبة الديموغرافية إلى نقمة كما يحذر من ذلك الخبراء والمختصون.
ووجّه رئيس مجلس الوزراء، مؤسسات الدولة إلى التعامل الجاد مع متطلبات الوثيقة الوطنية للسياسة السكانية في رسم السياسات التنموية المختلفة، التي تضمنت أهدافاً وإجراءات، تمسّ محاور الوثيقة الأحد عشر، في مجالات التعليم والصحة والتمكين ورعاية الفئات الهشة والهجرة فضلاً عن إرساء القيم والتماسك المجتمعي.
ويعاني العراق من أزمة سكن كبيرة، حيث يقدر النقص الحالي بحدود 3 ملايين وحدة سكنية، وبينما أكد مختصون أهمية قروض مصرف الاسكان في التخفيف من حدة المشكلة، شددوا على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الأولوية والاستحقاق في هذا الجانب، ومنح هذه القروض لأصحاب الدخل المحدود والموظفين من أصحاب المرتبات القليلة.
ويعد هذا الحفل هو إطلاق الوثيقة الوطنية المحدّثة للسياسة السكانية في العراق، والتي أقرها المجلس الأعلى للسكان منتصف شهر شباط الماضي.

Comments are disabled.